سورة النازعات - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النازعات)


        


{اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17)}
{اذهب إلى فِرْعَوْنَ} على إرادة القول والتقدير وقال له أو قائلًا له اذهب إلخ وقيل هو تفسير للنداء أي ناداه اذهب وقيل هو على حذف أن المفسرة يدل عليه قراءة عبد الله أن اذهب لأن في النداء معنى القول وجوز أن يكون بتقدير أن المصدرية قبلها حرف جر {إِنَّهُ طغى} تعليل للأمر أو لوجوب الامتثال به.


{فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18)}
{فَقُلْ} بعد ما أتيته {هَل لَّكَ إلى أَن تزكى} أي هل لك ميل إلى أن تتزكى فلك في موضع الخبر لمبتدأ محذوف وإلى أن تزكى متعلق بذلك المبتدأ المحذوف ونحوه قول الشاعر:
فهل لكم فيها إلي فإنني *** بصير بما أعيا النطاسي حذيما
قد يقال هل لك في كذا فيؤتى بفي ويقدر المبتدأ رغبة ونحوه مما يتعدى بها ومنهم من قدره هنا رغبة لأنها تعدى بها أيضًا وقال أبو البقاء لما كان المعنى أدعوك جىء بإلى ولعله جعل الظرف متعلقًا عنى الكلام أو قدر يدل عليه وتزكى بحذف إحدى التاءين أي تتطهر من دنس الكفر والطغيان وقرأ الحرميان وأبو عمرو بخلاف تزكى بتشديد الزاي وأصله كما أشرنا إليه تتزكى فأدغمت التاء الثانية في الزاي.


{وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19)}
{وَأَهْدِيَكَ إلى رَبّكَ} أي ارشدك إلى معرفته عز وجل فتعرفه {فتخشى} إذا الخشية لا تكون إلا بعد معرفته قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العلماء} [فاطر: 28] وجعل الخشية غاية للهداية لأنها ملاك الأمر من خشيء الله تعالى أتى منه كل خير ومن أمن اجترأ على كل شر ومنه قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي عن أبي هريرة من خاف ادلج ومن ادلج بلغ المنزل وفي الاستفهام ما لا يخفى من التلطف في الدعوة والاستنزال عن العتو وهذا ضرب تفصيل لقوله تعالى: {فقولا له قولًا لينًا لعله يتذكر أو يخشى} [طه: 24] وتقديم التزكية على الهداية لأنها تخلية والفاء في قوله تعالى:

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8